ما من مؤمن بالله إلا وهو يسأل الله المغفرة في كل حين وآن، وفي هذا المساء الذي يوافق النصف من شهر شعبان يغفر رب العزة والجلال ذنوب عباده ما عدا المشرك والمشاحن وفقا لما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة بالمجلد الثالث (ص1350139 رقم 1144): ما صح في ليلة النصف: «يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن». حديث صحيح.
كما جاء في كتاب (المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح) الذي تولى دراسته وتحقيقه فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش الذي أفرد به باباً بعنوان (ثواب صوم شعبان وفضل ليلة النصف منه) ما نصه: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ذاك شهر يغفل فيه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم». رواه النسائي.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك ومشاحن». وخرج ابن ماجه باسناده عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كانت ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تبارك وتعالى ينزل لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا من مسترزق فأرزقه؟ ألا من مبتلى فأعافيه. . إلا كذا؟ حتى يطلع الفجر».
وخرج البيهقي بإسناده عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني جبريل عليه السلام فقال: هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبل، ولا إلى عاق والديه، ولا إلى مدمن خمر»، الحديث: قوله بعدد شعور غنم كلب – يعني غنم قبيلة بني كلب – وبنو كلب من أكثر قبائل العرب غنما.
ومن هذا المنطلق فإن لكل مسلم أن يستجيب لأمر الحق سبحانه وتعالى القائل في سورة النساء: (واسألوا الله من فضله)، فليسأل الله كل مسلم في هذه الليلة التي هي النصف من شعبان وفي كل ليلة ما شاء، وليفعل من الخير والنوافل ما استطاع فإنه سبحانه وتعالى يقول بسورة الحج: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).
كما صح عن أئمة من التابعين أنهم أجمعوا على رفع الدعاء بعد قراءة سورة ياسين طلباً لما عند الله من المغفرة والرزق وإطالة العمر في طاعة الله.
الكاتب: عبدالله عمر خياط
المصدر: صحيفة عكاظ